الاثنين، 15 نوفمبر 2010

نظرية إبن خلدون في العولمة


نظرية إبن خلدون في العولمة
في عصرنا هذا هي , لا مكان للضعيف أن يثبت مكانتة أو أن يفرض رأية وثقافتة، فالبقاء والسيطرة دائما للأقوى.أربع كلمات هي نظريتة: "المغلوب مولع بتقليد الغالب" ، هكذا قسم إبن خلدون الثقافات، فهنالك ثقافة ضعيفة، تفتخر وتزهو عندما تقلد الثقافة القوية الغالبة. فعلى سبيل المثال: تفتخر الثقافة الضعيفة عندما تلبس الفساتين الفرنسية، أو تركب السيارات الألمانية، أو حتى عندما تأكل الفواكة المزروعة في الغرب، ومن هنا جاء قول الشاعر: "لا خير في أمة تأكل مما لاتزرع وتلبس مما لا تصنع". يجد بي الإشارة هنا إلى أن العولمة قديما تواجدت بتواجد الأقوياء. فالعرب والصينيون والبرتغاليون كانوا أقوياء، وكانت الثقافات الضعيفة تقلدهم، أما في الوقت الحالي فإن العولمة تتمركز في الغرب، ومن هنا جاء مصطلح "التغريب" أو "الأمركة". ففي السابق، حاولت الإمبراطوريات القديمة مثل الإمبراطورية الرومانية والفارسية أن تصبغ الشعوب التي تبسط نفوذها عليها بثقافتها، وتسعى لترسيخ هذه الثقافة في مختلف جوانب حياة هذه الشعوب. وقد عملت هذه الإمبراطوريات لتوجيه قيم هذه الشعوب وتقاليدها وفق النمط الذي تريدة، فكانت هذه الخطوة الأولى نحو العولمة.
يقول أحمد مجدي حجازي في مقدمة كتابه "الثقافة العربية في زمن العولمة" بأن "المواطن العربي المعاصر يعيش في عالمين متناقضين تضمان ثقافتين غير متكافئتين، ثقافة تراثية مفعمة بالمواطنة الأصلية، وأخرى عولمية تغريبية تسلبه الأولى وتدفعه نحو عصرنة فردية موكبية مصطنعة، وهذا ما نسمية بالأصالة والمعاصرة. وبين العالم الأول و العالم الثاني يقف العربي عاجزاً عن الوصل بين ماضيه التراثي وبين عصرنة الآخر المغتربة عنه، فيصبح شأنه شأن غيره من دول الجنوب الفقير، منفصماً في ذاته، مغترباً في ثقافتة، لا يعرف كيف يواجه تجليات العولمة وإشكالية الخصوصية، فيعيش في عالم من الوهم ونسق من الخيال يصنعه لذاته، إما هرباً من واقع أو عجزاً عن الفكاك منه، فلا يجد مخرجاً إلا أن ينكص إلى ماضيه يتباكى عليه، ومع ذلك قد يسعى للعصرنة المظهرية المصطنعة، فيصبح ممسوخ الشخصية، فاقد الهوية غير قادر حتى على التكيف مع المواقع أو التصالح مع الأنا أو التعايش الحر مع الآخر من أجل إعادة إنتاج الذات" .

هناك تعليقان (2):

  1. الماضي والحاضر ، لا يمكن ان يجتمعا ، إلا بصناعة الأخير من الأول !

    ردحذف
  2. شكرا على تعليقك اعجبني ردك

    ردحذف